كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس. أنه قرأ: {وإنا لجميع حاذرون} قال: مؤدون مُقِرّون.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن الأسود بن يزيد انه كان يقرأها {وإنا لجميع حاذرون} يقول: مؤدون مقرون.
وأخرج عبد بن حميد عن الأسود. أنه كان يقرأها {وإنا لجميع حاذرون} يقول: رادون مستعدون.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير. أنه كان يقرأ: {وإنا لجميع حاذرون} يقول: مادّون في السلاح.
وأخرج عبد بن حميد عن عمرو بن دينار قال: قرأ عبيد {وإنا لجميع حاذرون}.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك {وإنا لجميع حاذرون} قال: مؤدون مقوّون في السلاح والكراع.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود {وإنا لجميع حاذرون} قال: مؤدون مقوّون في السلاح والكرام.
وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم. إنه كان يقرأها {وإنا لجميع حاذرون}.
وأخرج ابن الأنباري في الوقف عن ابن عباس.
أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {وإنا لجميع حاذرون} ما الحاذرون؟ قال: التامون السلاح قال فيه النجاشي:
لعمر أبي أتاني حيث أمسى ** لقد تأذت به أبناء بكر

خفيفة في كتاب حاذرات ** يقودهم أبو شبل هزبر

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة {فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم} قال: كانوا في ذلك في الدنيا، فأخرجهم الله من ذلك، وأورثها بني إسرائيل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ومقام كريم} قال: المنابر.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {فأتبعوهم مشرقين} قال: اتبعهم فرعون وجنوده حين أشرقت الشمس {قال أصحاب موسى إنا لمدركون} قال موسى وكان أعلمهم بالله {كلا إن معي ربي سيهدين}.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ: {فأتبعوهم مشرقين} مهموزة مقطوعة الألف.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {فأتبعوهم مشرقين} قال: خرج أصحاب موسى ليلًا، فكسف القمر ليلًا وأظلمت الأرض فقال أصحابه: أن يوسف كان أخبرنا: أنا سننجى من فرعون، وأخذ علينا العهد لنخرجن بعظامه معنا، فخرج موسى من ليلته يسأل عن قبره، فوجد عجوزًا سألها على قبره، فأخرجته له بحكمها فكان حكمها أن قالت له: احملني فاخرجني معك، فجعل عظام يوسف في كساء. ثم حمل العجوز على كساء فجعله على رقبته وخيل فرعون في ملء أعنتها خضراء في أعينهم ولا يبرح حسه عن موسى وأصحابه حتى برزوا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن خالد بن عبد الله القسري: إن مؤمن آل فرعون كان امام القوم قال: يا نبي الله أين أمرت؟ قال: أمامك قال: وهل أمامي إلا البحر؟ قال: والله ما كذبت ولا كذبت. ثم سار ساعة فقال مثل ذلك، فرد عليه موسى مثل ذلك قال موسى وكان أعلم القوم بالله {كلا إن معي ربي سيهدين}.
{فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63)}.
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {كالطود} قال: كالجبل.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله: {كالطود} قال: كالجبل.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال: {الطود} الجبل.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {وأزلفنا ثم الآخرين} قال: هم قوم فرعون قربهم الله حتى أغرقهم في البحر.
وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أعلمك الكلمات التي قالهن موسى حين انفلق البحر؟ قلت: بلى. قال: اللهم لك الحمد وإليك المتكل وبك المستغاث وأنت المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله» قال ابن مسعود: فما تركتهن منذ سمعتهن من النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام: أن موسى لما انتهى إلى البحر قال: يا من كان قبل كل شيء، والمكوّن لكل شيء، والكائن بعد كل شيء، اجعل لنا مخرجًا. فأوحى الله إليه {أن اضرب بعصاك البحر}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: كان البحر ساكنًا لا يتحرك فلما كان ليلة ضربه موسى بالعصا صار يمد ويجزر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قيس بن عباد قال: لما انتهى موسى ببني إسرائيل إلى البحر قالت بنو إسرائيل لموسى: أين ما وعدتنا؟ هذا البحر بين أيدينا، وهذا فرعون وجنوده قد دهمنا من خلفنا. فقال موسى للبحر: انفرق أبا خالد فقال: لن أفرق لك يا موسى أنا أقدم منك وأشد خلقًا فنودي {أن اضرب بعصاك البحر}.
وأخرج أبو العباس محمد بن إسحاق السراج في تاريخه وابن عبد البر في التمهيد من طريق يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: كتب صاحب الروم إلى معاوية يسأله عن أفضل الكلام ما هو؟ والثاني. والثالث. والرابع. وعن أكرم الخلق على الله، وأكرم الأنبياء على الله، وعن أربعة من الخلق لم يركضوا في رحم، وعن قبر سار بصاحبه، وعن المجرة، وعن القوس، وعن مكان طلعت فيه الشمس لم تطلع قبله ولا بعده، فلما قرأ معاوية الكتاب قال: أخزاه الله وما علمي ما ههنا! فقيل له: اكتب إلى ابن عباس فسله.
فكتب إليه يسأله. فكتب إليه ابن عباس: إن أفضل الكلام لا إله إلا الله كلمة الاخلاص لا يقبل عمل إلا بها، والتي تليها سبحان الله وبحمده أحب الكلام إلى الله، والتي تليها الحمد لله كلمة الشكر، والتي تليها الله أكبر فاتحة الصلوات والركوع والسجود، وأكرم الخلق على الله آدم عليه السلام، وأكرم اماء الله مريم.
وأما الأربعة التي لم يركضوا في رحم فآدم، وحوّاء، والكبش الذي فدى به إسماعيل، وعصا موسى حيث ألقاها فصار ثعبانًا مبينًا. وأما القبر الذي سار بصاحبه فالحوت حين التقم يونس، وأما المجرة فباب السماء، وأما القوس فإنها أمان لأهل الأرض من الغرق بعد قوم نوح، وأما المكان الذي طلعت فيه الشمس لم تطلع قبله ولا بعده، فالمكان الذي انفرج من البحر لبني إسرائيل.
فلما قرأ عليه الكتاب أرسل به إلى صاحب الروم فقال: لقد علمت أن معاوية لم يكن له بهذا علم، وما أصاب هذا إلا رجل من أهل بيت النبوة.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال: جاء موسى إلى فرعون وعليه جبة من صوف، ومعه عصا فضحك فرعون. فألقى عصاه، فانطلقت نحوه كأنها عنق بختي فيها أمثال الرماح تهتز. فجعل فرعون يتأخر وهو على سريره فقال فرعون: خذها واسلم. فعادت كما كانت وعاد فرعون كافرًا. فأمر موسى أن يسير إلى البحر، فسار بهم في ستمائة ألف، فلما أتى البحر أمر البحر إذا ضربه موسى بعصاه أن ينفرج له، فضرب موسى بعصاه البحر فانفلق منه اثنا عشر طريقًا، لكل سبط منهم طريق، وجعل لهم فيها أمثال الكوى ينظر بعضهم إلى بعض.
واقبل فرعون في ثمانمائة ألف حتى أشرف على البحر. فلما رآه هابه وهو على حصان له، وعرض له ملك وهو على فرس له أنثى، فلم يملك فرعون فرسه حتى أقحمه وخرج آخر بني إسرائيل، وولج أصحاب فرعون حتى إذا صاروا في البحر فاطبق عليهم، فغرق فرعون بأصحابه.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أوحى الله إلى موسى: أن اسر بعبادي ليلًا إنكم متبعون. فأسرى موسى ببني إسرائيل ليلًا، فاتبعهم فرعون في ألف ألف حصان سوى الاناث، وكان موسى في ستمائة ألف، فلما عاينهم فرعون قال: {إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون وإنا لجميع حاذرون} [الشعراء: 54- 56] فاسرى موسى ببني إسرائيل حتى هجموا على البحر فالتفتوا فإذا هم برهج دواب فرعون فقالوا: يا موسى {أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعدما جئتنا} [الأعراف: 129] هذا البحر أمامنا، وهذا فرعون قد رهقنا بمن معه قال: {عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون} [الأعراف: 129] فأوحى الله إلى موسى: أن اضرب بعصاك البحر، وأوحى إلى البحر: أن اسمع لموسى وأطع إذا ضربك. فثاب البحر له أفكل يعني رعدة لا يدري من أي جوانبه يضرب.
فقال يوشع لموسى: بماذا أمرت؟ قال: أمرت أن أضرب البحر. قال: فاضربه: فضرب موسى البحر بعصاه فانفلق فكان فيه اثنا عشر طريق كل طريق كالطود العظيم، فكان لكل سبط فيهم طريق يأخذون فيه، فلما أخذوا في الطريق قال بعضهم لبعض: ما لنا لا نرى أصحابنا؟ فقالوا لموسى: إن أصحابنا لا نراهم؟ قال: سيروا فانهم على طريق مثل طريقكم قالوا: لن نؤمن حتى نراهم قال موسى: اللهم أعني على أخلاقكم السيئة.
فأوحى الله إليه: أن قل بعصاك هكذا وأومأ بيده يديرها على البحر. قال موسى بعصاه على الحيطان هكذا فصار فيها كوات ينظر بعضهم إلى بعض، فساروا حتى خرجوا من البحر.
فلما جاز آخر قوم موسى هجم فرعون على البحر هو وأصحابه، وكان فرعون على فرس أدهم حصان، فلما هجم على البحر هاب الحصان أن يقتحم في البحر، فتمثل له جبريل على فرس أنثى، فلما رآها الحصان اقتحم خلفها، وقيل لموسى {اترك البحر رهوا} [الدخان: 24] قال: طرقًا على حاله. ودخل فرعون وقومه في البحر، فلما دخل آخر قوم فرعون وجاز آخر قوم موسى أطبق البحر على فرعون وقومه فأغرقوا.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه أن موسى حين أسرى ببني إسرائيل بلغ فرعون فأمر بشاة فذبحت، ثم قال: لا يفرغ من سلخها حتى يجتمع إلي ستمائة ألف من القبط. فانطلق موسى حتى انتهى إلى البحر فقال له: انفرق. فقال له البحر: لقد استكثرت يا موسى وهل انفرقت لأحد من ولد آدم؟ ومع موسى رجل على حصان له فقال أين أمرت يا نبي الله بهؤلاء؟ قال: ما أمرت إلا بهذا الوجه. فاقتحم فرسه فسبح به ثم خرج فقال: أين أمرت يا نبي الله؟ قال: ما أمرت إلا بهذا الوجه. قال: ما كذبت ولا كذبت. فأوحى الله إلى موسى: أن اضرب بعصاك البحر، فضربه موسى بعصاه فانفلق فكان فيه اثنا عشر طريقًا، لكل سبط طريق يتراءون، فلما خرج أصحاب موسى وتتام أصحاب فرعون التقى البحر عليهم فأغرقهم.
وأخرج عبد بن حميد والفريابي وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن أبي موسى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن موسى لما أراد أن يسير ببني إسرائيل أضل الطريق فقال لبني إسرائيل: ما هذا؟ فقال له علماء بني إسرائيل: أن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقًا أن لا نخرج من مصر حتى ننقل تابوته معنا فقال لهم موسى: أيكم يدري أين قبره؟ فقالوا: ما يعلم أحد مكان قبره إلا عجوز لبني إسرائيل. فأرسل إليها موسى فقال: دلينا على قبر يوسف، فقالت: لا والله حتى تعطيني حكمي قال: وما حكمك؟ قالت: أن أكون معك في الجنة. فكأنه ثقل عليه ذلك فقيل له: اعطها حكمها. فانطلقت بهم إلى بحيرة مشقشقة ماء فقالت لهم: انضبوا عنها الماء ففعلوا قالت: احفروا. فحفروا فاستخرجوا قبر يوسف، فلما احتملوه إذا الطريق مثل ضوء النهار».
وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر عن سماك بن حرب؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لما أسرى موسى ببني إسرائيل غشيتهم غمامة حالت بينهم وبين الطريق أن يبصروه. وقيل لموسى: لن تعبر إلا ومعك عظام يوسف قال: وأين موضعها؟ قالوا: ابنته عجوز كبيرة ذاهبة البصر تركناها في الديار فرجع موسى فلما سمعت حسه قالت: موسى؟ قال: موسى. قالت: ما وراءك؟ قال: أمرت أن أحمل عظام يوسف. قالت: ما كنتم لتعبروا إلا وأنا معكم قال: دليني على عظام يوسف قالت: لا أفعل إلا أن تعطيني ما سألتك قال: فلك ما سألت قالت: خذ بيدي. فأخذ بيدها فانتهت به إلى عمود على شاطىء النيل في أصله سكة من حديد موتدة فيها سلسلة فقالت: إنا دفناه من ذلك الجانب. فأخصب ذلك الجانب وأجدب ذا الجانب، فحولناه إلى هذا الجانب فاخصب هذا الجانب وأجدب ذاك، فلما رأينا ذلك جمعنا عظامه فجعلناها في صندوق من حديد، وألقيناه في وسط النيل فأخصب الجانبان جميعًا فحمل الصندوق على رقبته وأخذ بيدها فألحقها بالعسكر وقال لها: سلي ما شئت قالت: فإني أسألك أن أكون أنا وأنت في درجة واحدة في الجنة، ويرد علي بصري وشبابي حتى أكون شابة كما كنت قال: فلك ذلك».